انفجرت قنبلة التصميم الذكي -التي كانت تدق طوال اليوم والنصف الأول- أخيرًا في جلسة بعد الظهر اليوم من اجتماع الجمعية الملكية (الاتجاهات الجديدة في البيولوجيا التطورية). لكنه كان بمثابة انفجار صدفوي، حيث أن المتحدث (آندي جاردنر Andy Gardner) من جامعة سانت أندروز لم يكن يدافع عن التصميم الذكي، بل عن استبداله كسبب بالانتقاء الطبيعي. ومع ذلك: بوووم!
كان دوجلاس آكس قد أشار سابقا إلى شريحة الفهد في محاضرة جاردنر. لكن الدكتور جاردنر كان قد افتتح حديثه بشريحة مختلفة، تظهر صورة ويليام بالي (1743-1805)، وصور حجر وساعة وعين. ثم شرح حجة بالي الكلاسيكية (لنفترض أنني وضعت قدمي في مواجهة ساعة...)، وشدد على أن التصميم العضوي المعقد يتطلب سببًا كافيًا لتفسير التأثير. بالنسبة إلى بالي، كان السبب إله مصمم؛ أما لداروين، الانتخاب الطبيعي. وأوضح جاردنر إنه بينما أخطأ بالي في الإجابة، لكنه بالتأكيد صاغ السؤال المهم أو المركزي بشكل صحيح: ما الذي يفسر التعقيد التكيفي الواضح للكائنات الحية؟ (حجة جاردنر الكاملة متاحة هنا).
ثم وصلنا لفقرة الأسئلة والأجوبة. كان البروفيسور (تيم إنجولد Tim Ingold) من جامعة أبردين جالسًا على يساري مضطربًا بشكل واضح. سأل جاردنر، هل تقول إن الكائنات الحية هي في الواقع أشياء مصممة؟ أجاب جاردنر: نعم. تابع إنجولد: حسنًا، إذا تم تصميم الكائنات بالفعل، فإن ذلك سيتطلب مصممًا؛ هل يمكن من فضلك أن توضح –وشدد على الأمر– كيف يختلف تفسيرك عن تفسير بالي؟
لم أضع ملاحظاتهم في علامات اقتباس لأن هذا الملخص يضغط كثيرًا من الصخب والكثير جدًا من الأخذ والرد بين إنجولد وجاردنر، لكنه يضع يدك على خلاصة تفاعلهما. في الأسابيع المقبلة، من المفترض أن يتمكن القراء من رؤية الحوار بأنفسهم، عندما تتيح الجمعية الملكية تسجيلات الحدث بأكمله.
كما تم التوضيح سابقا من قبل مراسلين آخرين، شبح الفاعلية الحقيقية كسبب للتعقيد البيولوجي يخيم على كل شيء يحدث في هذا الاجتماع تقريبًا.
وبينما كنت أكتب هذا التقرير، كانت محاضرة باتريك بيتسون Patrick Bateson على وشك الختام، حيث أنهاها بشريحة تنص على أن "الانتقاء الطبيعي ليس فاعلا"، مع تحذير ضمني بأن استدعاء الفاعلية هو السقوط من حافة العالم المعروف[1]. ومن حوالي دقيقتين فقط، في مناقشة المائدة المستديرة اليوم، كانت متحدثة في مقدمة الغرفة -لم أتمكن من التعرف عليها ولكن قيل لي إنها الدكتورة إيفا جابلونكا Eva Jablonka من جامعة تل أبيب- تقول "ليس الإله؛ نحن نستبعد الإله".
[1] سبحان الله، وكأننا في "العالم المعروف" نرى أي شيء يحدث أو يظهر بدون أن يكون وراءه فاعل ما! للأسف الشديد، يضطر هؤلاء العلماء لقلب الحقائق قلبا صريحا وواضحا، فقط لكي يظلوا ضمن إطار المقبول وفقا لأيديولوجياتهم المادية. (براهين)