* ملحوظة: المقال من كتاب (فتجنشتاين والبحوث الفلسفية) لتفاصيل أكثر يرجى مراجعة الكتاب.
سنبدأ أولا بالنظر إلى كيفية تطبيق معالجة فتجنشتاين الفلسفية التي اتخذها في فلسفة اللغة وفلسفة علم النفس، فكما رأينا أن من خصائص المنهج الفلسفي عند فتجنشتاين التركيز على المصدر الأصلي للتشوشات الفلسفية، والذي يعتقد أنها تكمن في أشكال لغتنا.
ولم يوجّه فتجنشتاين اهتمامه على المذاهب الفلسفية الشائعة بشكل مباشر، إنما رجع إلى أصول الرغبة الأولية في تكوين صور زائفة عن اللغة أو الظواهر النفسية المتمثلة في نحو مفاهيمنا.
وبالتالي فهو يريد منا أن نرجع خطوة عن اهتمامنا ببناء نظريات عن طبيعة الوعي أو العلاقة بين الوعي والدماغ ونبحث الخطوات التي قادتنا إلى معالجة مشكلة فهم طبيعة العمليات النفسية بالأسلوب الذي نتبعه.
لماذا نواصل محاولتنا في تفسير العلاقة بين الوعي وعمليات الدماغ؟ لماذا نشعر بالحاجة إلى إثبات العقول الأخرى؟ لماذا نشعر بهذه المشاكل على أنها مشاكل رغم أنها في حياتنا العادية ليست كذلك؟ ما يهتم به فتجنشتاين ليس المذاهب الفلسفية التي أنشأناها، بل "المنطق الماكر" [PI 412] الذي عالجنا به مهمة فهم العمليات النفسية كنظريات العقل.
مرة أخرى، يستخدم فتجنشتاين أسلوبه في الضغط علينا كي نفحص أسس تحققنا التقليدي ونكشف الأساطير الكامنة في جذورها، وإلى جانب نقده لأساليبنا التقليدية في التفكير، يواصل فتجنشتاين عمله ليبين لنا أن الفهم الذي نسعى إليه بطريقة خاطئة من خلال التفسير النظري للظاهرة النفسية يتحقق بالاهتمام اللازم للنحو المميز للعبة اللغوية النفسية.
رأينا هذا الأسلوب في تحقيق فتجنشتاين لمفهوم الفهم، وقوته تكمن في توجيهنا بعيدًا عن الاهتمام بالتأمل لما يحدث كما هو داخل موضوع ما (العقل أو الدماغ)، إلى الاهتمام بنحو المفهوم (كيف يعمل المفهوم)، لتنكشف طبيعة الحالة التي يصفها.
عندما ندقق في نحو المفهوم –أي في استخدامنا مثلاً لجملة "أنا أفهم"، "هو يفهم" وغيرها– سنجد ببساطة أنه لا يعمل بالطريقة التي نفترضها، ألا وهي جعل المفهوم اسم لعملية تحدث داخل المتكلم عندما يسمع الكلمة ويفهمها، وعلاج محاولتنا العقيمة عن الحالة النفسية ليس ببناء نظرية أكثر براعة، بل بإدراك أن حالة الفهم تختلف تمامًا عن الصورة التي تصفها الحالة الداخلية.
عندما ننظر إلى مفهوم الفهم وعمله سنرى أنه لا يصف حالة محدودة لآلية داخلية، بل يعتمد معناه على خلفية الشكل المميز للحياة الذي استخدم فيه.
وعلى ذلك فالاستخدام الصحيح لجملة "أنا أفهم" أو "هو يفهم" لا علاقة له بعملية داخلية تحدث داخل المتكلم، بل ببنية الحياة التي شكّلت ثقافة المتكلم، والتي جعلته ينطق بهذه الجملة ومنحتها دلالتها.
إن البحوث النحوية لـفتجنشتاين تظهر فراغ صورة الفهم كحالة نفسية تتطلب تفسيرًا لمكوناتها، وتبين كيف ندرك العمل الفعلي لمفهوم الفهم، وبالتالي نشعر بالإشباع الذي استعصى علينا، كلما وقعنا في فخ تخصيص الحالة الداخلية كأصل لقدرتنا على استخدام اللغة.
ما اهتمت به الفقرة 243 من مواجهة صورنا الكاذبة عن كيفية عمل المفاهيم النفسية فعليًّا من خلال التحقيق النحوي سيصبح الموضوع المهيمن على ملاحظات فتجنشتاين، فقد وضع لنفسه مهمة أن يجعلنا على وعي بالنحو المميز والمعقد للنطاق الواسع من المفاهيم النفسية، وكالعادة يريد استخدام هذا الوعي الجديد في مواجهة الصور الزائفة التي نحاول بناءها، وليبين أن الاهتمام بالنحو المميز لمفاهيمنا سيؤدي بنا إلى فهم طبيعة الظواهر التي تصفها هذه المفاهيم.
ولتسهيل العرض قسمت نقاشي لهذه الملاحظات إلى قسمين؛ في هذا الفصل سأركز على ملاحظات فتجنشتاين على الذاتية واللغة الخاصة، والتي تقع في الفقرات 243–275، وفي الفصل التالي –الداخل والخارج– سأركز بشكل أكثر توسعًا على النقاش المطول الذي قدمه فتجنشتاين عن العلاقة بين المفاهيم النفسية والسلوك.
هذا التقسيم متكلف –إلى حد ما على الأقل– حيث تمثل ملاحظات فتجنشتاين نقاشًا متواصلاً عن نحو لعبتنا اللغوية النفسية، والرغبة في سوء فهمها.
والفكرة الرئيسية لهذا النقاش هي الاهتمام بالتغلب على ما رآه فتجنشتاين من رغبة لدينا لسوء تطبيق صورة التمييز بين العمليات النفسية والسلوك كما في التمييز بين الداخل والخارج.
وقد قسمت –وآمل أن لا يكون هذا التقسيم مضللاً– ما يقودنا إليه سوء تطبيق هذه الصورة إلى وجهين، الأول هو التقدير المغالي لدور فحص الأفكار الداخلية في التعرف على المفاهيم النفسية، والثاني هو سوء تمثيل العلاقة بين المفاهيم النفسية وأشكال السلوك الإنساني والحيواني.
فكرة اللغة الخاصة
يبدأ نقاش فتجنشتاين عن علم النفس الفلسفي بملاحظات على فكرة اللغة الخاصة التي ستصبح معروفة باسم "حجة اللغة الخاصة لـفتجنشتاين"، وهي بلا شك أكثر ما يشار إليه في جوانب فلسفة فتجنشتاين المتأخرة، ويمكن القول أنها تمثل أكثر إسهامات فتجنشتاين أهمية في فلسفة العقل.
ومن يعتبر هذه الحجة صحيحة يراها نقدًا حاسمًا لفلسفة ديكارت والتجريبية الكلاسيكية والظاهراتية، ونظرية البيانات الحسية.
وعلى الجانب الآخر من يرفض هذه الحجة لن يجدها أكثر من مجرد تمثيل لنظرية التحقق من المعنى المستخدمة في الدفاع عن نسخة من السلوكية المنطقية، وأنها تعارض حدسنا المشترك عن أن المفاهيم النفسية (كالرغبة والاعتقاد) تصف حالات داخلية تلعب دورا سببيًّا في تفسير السلوك المادي، ولا يمكننا هنا في إطار هذا الكتاب أن نبدأ في الحديث عن النقاش الواسع الذي ظهر بعد حجة فتجنشتاين عن اللغة الخاصة.
أما الشغل الشاغل للفصل الحالي فهو تحقيق قراءة دقيقة لهذه الملاحظات، وبيان كيف تُوظف داخل فلسفة فتجنشتاين ككل، أي كتفسير لا يقدم هذه الحجة كتأسيس من فتجنشتاين لفلسفة علم النفس، إنما كعنصر صغير داخل محاولته لكي يرينا وظائف لعبتنا اللغوية نفسيًّا.
إن وجهة النظر المتعلقة بلعبتنا اللغوية العادية والبعيدة عن تأييد المنطقية السلوكية والتي تهدف إلى الكشف عن حدسنا الداخلي للتمييز بين الداخل والخارج تتأسس على الاختلافات النحوية بين المفاهيم المنتمية لمناطق مختلفة في لغتنا.
أول ما نحتاجه لكي نفسر بوضوح حجة فتجنشتاين عن اللغة الخاصة هو فقط ما كان في اعتباره عندما تحدث عن "اللغة الخاصة"، فهو يعرف هذه اللغة بأنها: "الكلمات المفردة التي يُقصد بها أن تدل على ما لا يمكن أن يعرفه سوى الشخص المتكلم، أي على إحساساته الخاصة المباشرة.
ولذلك لن يستطيع شخص آخر أن يفهم هذه اللغة" [PI 243]، فهذه اللغة الخاصة تناقض صراحة لغتنا النفسية العادية، وما يثيره فتجنشتاين هو ما إذا كان باستطاعتنا تصور هذه اللغة.
ولكن ما الذي قد يجعلنا نظن بإمكان تصور هذه اللغة؟ لكي نجيب عن هذا السؤال، وبالتالي نركز على القضية التي طرحتها ملاحظات فتجنشتاين، أريد أن أنظر إلى نقاش عن اللغة النفسية التي تحدث عنها "وليام جيمس" في كتابه "مبادئ علم النفس"، وهو النص الذي كان يعرفه فتجنشتاين جدًّا وكثيرًا ما أشار إليه.
في سياق الحديث عن مصادر الخطأ في علم النفس قدم "وليام جيمس" فكرة اللغة النفسية المثالية، والتي ستكوّن "مفردات خاصة عن الحقائق الذاتية"، وقد تصور "جيمس" هذه اللغة الخاصة أو الخالصة غير مرتبطة بالعالم الموضوعي، لكن من شأنها أن تسجل أو تسمي الحالات الذاتية التي تُكشف من خلال شيء ما، وذلك من خلال أفعال استبطانية خالصة.
لا ترتبط هذه الفكرة عن اللغة الخالصة أو المثالية للذات عند "جيمس" بلوازم الثنائية الديكارتية، ولكن بما اعتقد بأنه شعور لا يمكن إنكاره بـ"الحقيقة الظاهراتية البيّنة" للوعي.
وبالتالي بفكرة أن الاستبطان هو المنهج الذي يكشف جوهر الحالات والعلميات التي تشير إليها تعبيراتنا النفسية، فقد اعتقد أن "الملاحظة الاستبطانية هي ما يُعتمد عليها أولا وقبل كل شيء ودائمًا" في علم النفس، لأنها "تكشف حالات الوعي"[1] عن طريق الاستبطان.
وذلك لأن "جميس" قد اعتقد بأن جوهر الحالات النفسية يُعرف من خلال الاستبطان، والذي هو في اعتقاده لغة نفسية محضة خالية تمامًا من أي مرجع موضوعي؛ حيث ترتبط فيها الكلمات مباشرةً بالأفعال الموضوعية التي يكشفها الاستبطان.
كما ذكرت قبل قليل عن نقاش جيمس لفكرة اللغة النفسية المثالية التي تعتمد بشكل محض على الاستبطان في سياق كشفه عن المصادر الرئيسية لأخطاء علم النفس؛ فإن "جيمس" يشتكي من أن مفاهيمنا عن اللغة النفسية العادية "تناولها في الأصل أناس لم يكونوا علماء نفس، وأن معظم الناس اليوم يوظفون المفردات المشيرة إلى أشياء خارجية حصرًا"؛ فمثلاً في سياق حديثه عن لغة الإحساس يقول:
إن الكيفيات الأولية للإحساس –كالإحساس بالضوء والصوت العالي والأحمر والأزرق والبارد والساخن– صحيحة، وقابلة للاستخدام بمعنى ذاتي وموضوعي، وتشير إلى كيفيات خارجية وإلى الإحساسات التي أثارتها، لكن الإحساس الموضوعي هو الإحساس الأصلي، وإلى الآن علينا أن نصف عددًا من الإحساسات من خلال تسمية الموضوع التي حصلنا عليها منه عادة، فاللون البرتقالي ورائحة البنفسج وطعم الجبن وصوت الضجيج وألم الحرق... إلخ سيستدعون ما أعنيه.[2]
المشكلة هي أن موضوعية لغتنا النفسية العادية ربما تقودنا إلى دمج شيء آخر في جوهر الحالة الداخلية المفترض أن تُفسر غير الاستبطان المجرد، وبالتالي ربما نطالب بموضوعية اللغة التي تصف الحالات النفسية بإدخال عناصر هي بالضرورة غائبة عن الحالة الداخلية نفسها، والتي هي "الوعي بالنفس من الداخل".[3]
ويحذرنا "جيمس" من تضليل اللغة "بأن نعد الحالات النفسية كحالات خارجية والحديث عنها جسديًّا –في علاقات مع الحقائق الأخرى في العالم– كحديثنا عن الموضوعيات الخارجية التي سميناها بوعي"[4]، وبالمثل عبر عن قلقه من أن تقودنا لغتنا النفسية العادية إلى التغاضي عن الظواهر النفسية التي لا اسم لها، وعما تفرضه اللغة على نظام وبنية هذه الظواهر مخالفًا لما تمتلكه هذه الظواهر حقيقة.
وفي اعتقاد "جيمس" أن هذه اللغة الذاتية المحضة التي تكفل لنا علم نفس خاليًا من هذه الأخطاء ستكون لغة بلا جسد مطلقًا –أي لا ترتبط أبدًا بالعالم الموضوعي– وسيتم تعريفها تمامًا كلها على أساس الاستبطان.
لم يطرح "جيمس" صراحة سؤالاً عما إذا كانت اللغة الذاتية الخاصة –الذي يَأسف لغيابها– يمكن أن يفهمها المتحدث بها فقط أم لا، لكن أعتقد أن بإمكاننا أن نبقى على استخدامنا لمناقشة جيمس من أجل التركيز على القضية المركزية التي أثارتها ملاحظات فتجنشتاين عن اللغة الخاصة.
إن ما جعل "جيمس" يفترض هذه اللغة النفسية المثالية هو شعوره أنه بالاستبطان فقط ندرك جوهر الحالات النفسية الخاصة.
هذا الشعور بأننا ندرك المعنى والصورة والفكرة... إلخ، على أساس معرفة استبطانية لحالتنا هو الجذر المركزي لملاحظات فتجنشتاين على فلسفة علم النفس، ويمكن أن نعتبر ملاحظات اللغة الخاصة هي بداية كشفه للطريقة التي أثرت بها هذه الصورة الاستبطانية في تحديد كنه مفاهيمنا النفسية.
إن فكرة أن الاستبطان هو أساس فهمنا للمفاهيم النفسية فكرة بديهية للغاية، فلو كان جوهر الظاهرة النفسية –وهو ما يميزها عن الظاهرة المادية– يكمن في امتلاكها وجهًا ظاهراتي أو ذاتي فمن المؤكد أن طريق الاستبطان وحده هو الكاشف عن هذا الجوهر، فرفض فكرة أن الاستبطان ضروري في إدراك الإحساس مثلاً يشبه رفض الطبيعة الذاتية المميزة للإحساسات، وبالتالي يصاب التمييز بين النفسي والمادي بضبابية، وهذه ليست ثنائية، لكن الفكرة ببساطة كما صاغها ناجل أن "أي كائن يمتلك تجربة واعية بأي وسيلة.
فهناك شيء ما يشبه ماهية الكائن"[5]، والذي يكمن في إحساسنا بأنه يأتي عن طريق الاستبطان أو النظر للداخل لكي نحقق فهم ما تشير إليه أو تصفه مفاهيمنا النفسية.
وفتجنشتاين نفسه سلّم بجاذبية فكرة أننا نكتشف ما تقوم عليه حالتنا النفسية من خلال ملاحظة ما يحدث داخلنا باستمرار عندما نكون في حالة معينة:
ما هو الألم؟ نميل إلى أخذ الألم بوصفه نموذجًا.
طبعًا ما يحيرنا ليس الكلمة، بل طبيعة الظاهرة، ولكي نبحث عن طبيعة الظاهرة علينا أن ننظر عن قرب [WLPP, p. 3 and p. 5].
لكنه اعتقد أيضًا أن حدسنا هنا خاطئ؛ فالاستبطان –أو النظر للداخل– لا يمدنا بوسيلة ما يمكننا بها أن ندرك طبيعة الحالة النفسية المفترضة، وبالتالي؛ "فإذا كنت تميل إلى دراسة حالة الصداع الذي أشعر به الآن كي أوضح المشكلة الفلسفية الخاصة بالإحساس، فإن ذلك إنما يكشف عن سوء فهم أو لبس أساسي" [PI 314].
فلفت الانتباه إلى الباطن، وإلى ما يحدث داخلي عندما أشعر بالألم مثلاً أو أدرك فجأة معنى كلمة ما، لا يمكن أن يخبرني بماهية الإحساس أو الفهم.
ليس الأمر أن فتجنشتاين يرغب في نفي إمكان الاستبطان أو أن نتائجه قد تكون مفيدة لنا، إنما فقط يبين أن الاستبطان ليس هو وسيلة كشف ماهية الإحساس والأفكار والتصورات وغير ذلك؛ ولا وسيلة لوضع تعريف نفسي؛ "فالاستبطان لا يمكن أبدًا أن يقود إلى معنى، فقط يمكن أن يقود إلى حالة نفسية عن المستبطن" [ RPP 1, 212].
إن فكرة فتجنشتاين عن تحقيق الوضوح فيما يتعلق بطبيعة الإحساسات أو الفكر من خلال وصف استخدام الكلمات "الألم" "الفكر"، تعارض بوضوح الحدس الذي يقول: إن بالاستبطان فقط يمكننا كشف جوهر هذه الظواهر، ففكرة أن سؤال" ما الإحساس؟" يجاب عنه بتنبيه أنفسنا "بنوع الجملة التي نقولها عن الظاهرة" [PI 190]، يعارض تمامًا الاعتقاد بأن توضيح الإحساس –أو تعريف مفهوم "الإحساس"– يأتي من خلال انتباه لما يحدث ذاتيًّا، عندما نشعر بالألم مثلاً.
لذلك فمن الجوهري في أهداف فتجنشتاين الفلسفية هو إظهار أن ميلنا الطبيعي إلى تصور الاستبطان كشيء جوهري لفهم جوهر الحالات النفسية مخطئ بالأساس.
وكما يستخدم "جيمس" صورة اللغة النفسية المثالية –التي تسمي ظاهراتيًّا– كتعبير عن التزامه بالدور المركزي للاستبطان في علم النفس، يستعملها فتجنشتاين ليكشف لنا عن أن هذه الفكرة عن اللغة النفسية وهم.
[1] James, W., The Principles of Psychology (Cambridge, Mass: Harvard University Press, 1981). P. 185
[2] Ibid p.193
[3] Ibid p.193–194
[4] Ibid p.196
[5] Nagel, T., ‘What is is like to be a bat? ’, Mortal Questions (Cambridge: Cambridge University Press, 1979). P. 166